وثيقة المؤسسين
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
من فضل الله علينا وامتنانه أن أكرمنا بالإسلام ومن علينا بالاستيطان في هذه المدينة المنورة المباركة بجوار نبيه وما أجلها من نعمة . كما هيأ لنا سبحانه وتعالى من الأمن والاستقرار ما يغبطنا عليه الآخرون ممن لم تتح لهم الحياة في هذه المدينة المنورة . فكان لزاما علينا أن نقابل هذه النعم بالحمد لله تعالى والشكر قال تعالى ((وما بكم من نعمة فمن الله )) وقال تعالى (( وأما بنعمة ربك فحدث)) كما نحمل أنفسنا على أن نكون مواطنين صالحين لنحقق وعد ربنا (( لئن شكرتم لأزيدنكم)) .
والمواطنون ( التكارنة ) في المدينة وإن كانوا يمثلون قبائل متنوعة وبلداناً مختلفة ممن هاجر آبائهم وأجدادهم إلى المدينة المنورة من مئات السنين منهم جماعة واحدة حيث امتزجوا بالتعارف والتجاور والتصاهر والتآلف والمحبة التي أذابت النزاعات القبلية والنعرات العرقية بينهم ، ولم يبق ذكرها إلا للتعارف ، ولذا فإنهم بما هم عليه يقومون مقام العاقلة التي يجب عليها تحمل الحمالات وتخفيف الآلام ، ورعاية اليتامى والعجزة ، والفقير والأرملة ولا يبالغ الواحد إذا قال أن الجماعة بحمد الله تعالى يمثلون وحدة واحدة في مشاعرهم وأفراحهم وأتراحهم وهذا من فضل الله علينا .
وحيث أن الله تعالى أمرنا بالتعاون على البر والتقوى وهما من أبرز مرتكزات حياة المؤمنين الصالحين كما أنهما تتناولان شتى مجالات الحياة التي تعود بالنفع والخير للفرد والمجتمع ، وتوجيهها إلى مجالات إغاثة الملهوف ومواساة المنكوب وتضميد المكلوم من أفضل الأعمال التي تعبدنا الله تعالى بها وحثنا على أن نتقرب بها إليه لأن فيها من الامتثال والصلة والبر ونحن المواطنين السعوديين – وان كنا نعيش في كنف الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، وولي عـهده الأمين ،وحكومته الرشيدة الذين لا يؤلون جهدهم في العناية بالمواطن السعودي
وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة له ، بل أن الدولة لا تقتصر على توفير الضـروريات بل تجاوزتها إلى المرحلة الترفيهية لكافة أفراد المواطنين بصرف النظر عن مستوياتهم الاجتماعية . إلا أن الشعور بالواجب الفردي ، والالتزام الشخصي تجاه الأخ والقريب والحق العائلي يفرض علينا هذا الضرب من التعاون على البر والخير .
ومن البديهي أن وسائل التعاون على البر والتقوى تتنوع تبعا لظروف المجتمع واحتياجاته فقد برزت فكرة إنشاء صندوق خيري للمواطنين المدنيين التكارنة– يؤدي دورا هاما في زيادة وشائج القربى وفكرة الصندوق الخيري ليست فكرة جديده حيث يعمل بها الكثير من الجماعات على مستوى القبائل والعشائر وما دونها من الأسر الكبيرة لما له من آثار فعالة . ودور سريع في تخفيف الآلام والمصائب ، وإعانة المحتاج بالإضافة إلى ما تتميز به من طابع الاستمرار في العمل فمنح فرص طيبة في مجالات التفكير السليم للنهوض بمستوى الجماعة الفكري والاجتماعي .
بل أن فكرة الصندوق الخيري لا تعتبر فكرة جديدة لدى الجماعة ( التكارنة ) فقد سبق أن قامت عدة محاولات لإقامة الصندوق إلا أن الكثير من الظروف القاهرة حالت دون نماء واستمرار المشروع ولعل تغير الظروف التعليمية والمستوى الاجتماعي والحياة المستقرة التي تعيشها الجماعة بعد توفيق الله تعالى تكفل مناخا أفضل لإقامة هذا المشروع حيث ان أعداداً كبيرة من أفراد الجماعة يعملون موظفين لدى الدولة كما أن فرص العمل لدى الآخرين متاحة بمستوى طيب الأمر الذي يكفل لهم حياة مطمئنة ودخولا ثابتة تمكنهم من تبني فكرة الصندوق ودعمه وتشجيعه .
وفكرة قيام الصندوق الخيري تقوم على مبدأ التطوع والمساهمة الاختيارية تجعل المساهم أكثر اقتناعا والتزاما ، مما لو فرض عليه المشروع واجبر على المساهمة فيه دون اقتناع ،يضاف إلى ذلك أن وضوح أهداف الصندوق وتحديد أعماله الخيرية تحفز الكثير على المساهمة والمشاركة فيه لما جبل عليه الناس من الرغبة في عمل الخير ومساعدة المحتاج وهي أيضا تجيب على الكثير من أسئلة التشكيك ومحاولات التثبيط .
المجلس التأسيسي 1411هـ
صك الوقف