حامد أبو بكر حسين “الموزع”
صافحت عيناه الدنيا عام 1346هـ بمحلة باب المجيدي في رباط عزت باشا ، وأنهى دراساته الابتدائية بمدرسة العلوم الشرعية ، وفي صفوفها حفظ معظم القرآن الكريم عن ظهر قلب . عمل في مصنع للثلج بطريق سيد الشهداء كما عمل في بابور الطحين بسوق العياشة والعائد للسيد محمود أحمد فيض أبادي فترة لم تطل، اتجه بعدها ليعمل مساعد سائق في الشركة العربية للسيارات التي كانت تُعنى بنقل الحجاج والزوار بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وبعد إتقانه قيادة السيارات ترك الشركة ليعمل سائقاً لدى أمير المدينة المنورة بالوكالة عبدالله السديري لأن إمارتها كانت منوطة بالأمير محمد بن عبدالعزيز وظل يحترف هذا العمل فترة من الزمن ثم بعدها اتجه ليعمل سائقاً أيضاً في إدارة جمرك المدينة المنورة . أثناء عمله في الجمرك والتي لم تدم طويلاً اعتلت صحته اعتلالاً خطيراً وكف بصره ، واستعصى عليه العلاج رغم سفره إلى القاهرة للاستشفاء ولكنه عاد دون جدوى ، اثر ذلك التحق للدراسة بمعهد النور للمكفوفين والذي تم افتتاحه في عام 1387هـ وبعد تخرجه منه وحصوله علي شهادة الدبلوم المهني لمعاهد النور بتقدير جيد جداً ًفي عام1392هـ عيّن مدرساً فيه وظل كذلك حتى عام 1402هـ وهو العام الذى صدر المرسوم الملكي في عهد المرحوم بإذن الله تعالى الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود يقضي ذلك المرسوم بإحالة كل من بلغ الخمسين من العمر بذلك المعهد خاصة على التقاعد بكامل مرتبه دون أن ينقص منه شيء فشمله ذلك المرسوم . بعدها دب الوهن في جسمه وقد سئل قبل وفاته ما رأيك في علاج يعيد إليك الرؤية فكان جوابه أرغب في مواجهة ربي على ما أنا عليه ، وفي 14 من شهر رمضان عام 1425هـ ومع إرتفاع صوت المؤذن منادياً لصلاة المغرب انتقل بإذن الله إلى رحمة مولاه جل وعلا بعدما عانى من جلطة أفقدته الوعي ونقل إلى مثواه الأخير ببقيع الغرقد رحمه الله رحمةً واسعة ، خلف ورائه تسعة أبناء ستة من البنين وثلاثاً من البنات.